الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة فيلم تونسي وآخر نمساوي يحصدان الجائزة الأولى لأيام السينما الأوروبية

نشر في  27 سبتمبر 2014  (12:46)

حصد فيلما «المراقبة والمعاقبة» للمخرج التونسي رضا التليلي و«الطريق الى مكة» للمخرج النمساوي جورج ميش الجائزة الأولى بالتساوي لأيام السينما الأوروبية في دورتها الواحدة والعشرين والتي إلتأمت بكل من تونس وسوسة وسيدي بوزيد وصفاقس وقابس ومدنين من 16 سبتمبر الى 4 أكتوبر 2014.  ويذكر انّه سيتم توزيع جوائز الأفلام الموجهة للطفل يوم السبت 27 سبتمبر في سوسة بينما ستشهد مدينة سيدي بوزيد توزيع جوائز الأفلام الوثائقية يوم الأحد 28 سبتمبر.

الناقد الصحفي كمال بن وناس أبدى رأيه في الفيلمين الفائزين مشيدا بالحرفية السينمائية المتوفرة فيهما. فبخصوص الفيلم التونسي «المراقبة والمعاقبة»، أشار بن وناس ال أنّ المخرج رضا التليلي وظّف المادّة السينمائية التي صورّها بطريقة ذكية فيها الكثير من الطموح. إذ لم يكتف التليلي بالتذكير بما وقع في الأيام الأولى من الثورة بل تجاوز ذلك ليرتقي بالفيلم الى مستوى التحليل طارحا سؤالين شكلا القلب النابض للشريط.

أمّا السؤال الأول فيعود الى إنتفاضة الحوض المنجمي، فلماذا لم تنجح أحداثها التي كانت أخطر وأكبر في إشعال فتيل الثورة مقارنة بإقدام محمد البوعزيزي الشاب المهمش على إضرام النار في جسده، وهو حدث مثّل الشرارة الأولى لثورة 17 ديسمبر.

أما السؤال الثاني الذي طرحه الفيلم، فلا يقلّ وفق نظر الناقد كمال بن وناس أهمية عن الأوّل. فكيف لمدينة سيدي بوزيد التي تتمتع برصيد تاريخي في إشعال فتيل الثورات منذ القدم، أن تخفق في إيصال الثورة الى منتهاها. ولماذا تخفق "ثورات" الجهة في تحقيق أهدافها وغالبا ما تُقصف في فتراتها الأولى؟

والى جانب ذلك، يقدم رضا التليلي الثورة من منظور آخر إذ أنّ أحداثها لا تقتصر على الحراك الإحتجاجي بل هي أيضا تعبير فني وثقافي. ففي «المراقبة والمعاقبة»، يتحدث الشعر على الثورة ويتطرق رجال المسرح الى الثورة أيضا. ويقول بن وناس إنّ للفيلم نفس ملحمي ينهل من التاريخ مرورا بالبوعزيزي وصولا الى يوم 14 جانفي ومنه الى إعتصام القصبة كل ذلك وفق نظرة فيها الكثير من البحث على مستوى اللغة السينمائية. «إنه فيلم هام» يختم بن وناس.

فيلم «المراقبة والمعاقبة» الذي عُرض 19 مرّة في 9 دول وفق مخرجه رضا التليلي من المنتظر أن يُقدم في تونس في عرض خاص بعد عيد الإضحى.

أما الوثائقي «الطريق الى مكة» وهو من إخراج جورج ميش فيصوّر مسيرة شاب يهودي من النمسا يزور فلسطين فيعشق هذا البلد ويُغرم بالشرق وبالصحراء والحياة البدوية ويرغب في التعرف على الهوية العربية والمخزون العربي الإسلامي. يتعلم العربية ويدرس تاريخ الديانة الإسلامية لتنتهي التجربة بإعتناقه الإسلام.

بعد أن غيّر اسمه الى محمد أسد، تتوطد علاقة الشاب النمساوي بالملك آل سعود ثم يترجم القرآن الى الألمانية. وفي فترة لاحقة  يتم الاستنجاد بمحمد أسد ضمن كوكبة من المفكرين المسلمين لتأسيس دولة باكستان سنة 1947، فيصبح من إطارات الحكومة الباكستانية ليتقلد منصب سفير لها في الأمم المتحدة. وقد رسم الفيلم وفق بن وناس "بورتريه" خاص من نوعه لشخص إتسمت حياته بحراك ديني وجغرافي وسياسي نادر.

ويذكر أنّ الدورة الواحدة والعشرين لأيام السينما الأوروبية شهدت لأول مرّة برمجة عدد من الأفلام في سيدي بوزيد التي جاءت لتعزز شبكة المدن التي تغطيها التظاهرة.

شيراز بن مراد